
عدنا يا أصدقاء!
بما ان المقالة الأكثر زيارة في مدونتي هي تجربة طفلي الصغير مع عملية إزالة لحمية الأنف و تركيب أنابيب في الأذنين التي كتبت عنها قبل اربع سنوات، وسبب مشاركتي التجربة معكم هو اني لم أجد اي مصدر عربي - ليس مقالاً طبياً- يتكلم عن تجربة الناس لهذه العملية الجراحية التي تعتبر منتشرة بشدة، بالمقابل وجدت الكثير من المصادر الإنجليزية كالمقالات و المقاطع المصورة تصف تجربة الأهل و الأطفال بالتفصيل، التحدث عن تجاربنا الصحية تساعد الاخرين و تطمئنهم، و في المرض لا اعتقد ان هناك أفضل من التسلح بالتوكل على الله ثم معرفة تفاصيل ما سيواجهك من طبيبك و الأبحاث و تجارب الاخرين.
لذا قررت ان اعود اليكم بمقالة اذكر لكم فيها مستجدات ما حدث في حالة ابني الصغير و التي اعتقد انها قد تهم جزء كبير ممن قرأوا المقالة السابقة.
كما ذكرت من قبل، طفلي منصور-عمره ١٠ أشهر آنذاك- بدأت تظهر عليه علامات الاستجابة للأصوات بعد العملية، ثم اخذ عدة جلسات علاجية عند أخصائية نطق و تخاطب "د.أمنية عرب" لتساعده على نطق كلماته الأولى و لله الحمد انطلق بعدها في الكلام.
و بتحفيز من الطبيب الجراح "د.محمد العوله" ، اخذت ابني مباشرة بعد العملية لأخصائية سمعيات "د.سندس باسودان" و فحصت سمعه بدقة و ذكرت لي ان طبلة احدى أذنيه فيها صعوبة في الحركة و قد يؤثر ذلك على سمعه مستقبلاً و علينا ان نعيد الفحص و هو في سن أكبر قليلاً.
مرت الأيام و لم نلاحظ عليه شيء سوى ان صوته عالٍ جداً و لا يرد علينا بسرعة. و في بداية العام الدراسي - و عمره الان اربع سنوات و نصف- زار مدرسته في لندن مجموعة من المختصين لإجراء بعض الفحوصات العامة مثل الطول و الوزن و النظر و السمع. بعد المدرسة دخل علي طفلي و في يده رسالة و قال لي ان المعلمة وصته و حرصته ان يعطيني اياها فوراً، فتحتها فوجدت فيها رسالة تقول ان طفلي لم يجتز اختبار السمع بنجاح، و انه لا يسمع الأصوات الخافتة و يجب ان يذهب فوراً لعمل فحوصات أشمل في عيادة متخصصة.
بالطبع تواصلت مع الطبيب العام الذي حولنا فوراً لأخصائية سمع متخصصة في حالات الأطفال و قامت بفحص دقيق لسمعه و حددت بالضبط ماهي مشكلته، و هي اصابته بضعف سمع في اذنه اليسرى و اختلاف الضغط في طبلة الأذن.
ما هو الحل؟
الحل البالونة، قطعة صغيرة نضعها في أنف طفلي (مثل الصورة في الأعلى) و في طرفها الاخر بالونة، ينفخها بأنفه ثلاث مرات في اليوم حتى نقابل الطبيبة مرة اخرى لإعادة فحص السمع، و لا أخفيكم ان نفخ البالونة هذه هو حدث مميز في بيتنا، نتجمع حوله و نشجعه و نسأله كل يوم ماذا يحس، و دائماً اجابته انه يحس بطقطقة قوية في أذنيه، و أخته بجانبنا تحاول ان تراوغنا و تنفخ البالونة المحرمة عليها لدواعي السلامة و النظافة.
هذا الجهاز يسمى Otovent Balloon و يستخدم أيضاً لحل مشاكل اخرى في الأذن.
مازلنا في بداية العلاج بالبالونة، ساوافيكم بالنتيجة بعد عدة أشهر.
ان كان لديكم طفلاً يمر بمشكلة مشابهة، شاركوني في التعليقات تجربتكم حتى يستفيد الجميع.
Comments