مرحباً لمن من يبحث عن روايات للأطفال و اليافعين، اخص بذلك من يبحثون عن قصص تناقش التنمر و التدخين و المشاكل الأسرية لمن هم في عمر المدرسة المتوسطة و مرحلة الثانوية.
قرأت هذا الأسبوع رواية غدي و روان و اعتقد انها من افضل الروايات التي ناقشت هذه المواضيع الشائكة!
عثرت عليها صدفة و انا ابحث في تطبيق ابجد، و لم يجذبي عنوانها المبهم، اعتقد ان الروايات او الكتب المعنونة بإسم بطل الرواية تكون ضعيفة في جذب القارئ، لا تلمس فيني الحماس لألتقط الكتاب و اقرأه، اسم مجرد خالي من اي وصف لا يعطيني اي انطباع عن موضوع الرواية!
غلاف الرواية ايضاً لم يكن موفقاََ و الرسم غير جذاب، و لكن وصف القصة كان جميلاَ و الرواية كانت رائعة، و هذا دليل على انه لا ينبغي ان نحكم على الكتاب من عنوانه و لا من غلافه ايضاََ!
رواية غدي و روان
رواية صدرت عن دار الساقي
١٨٥ صفحة
طريقة كتابة القصة:
المميز في هذه الرواية هو الطريقة التي كُتبت بها.
الكاتبتان فاطمة شرف الدين و سحر محفوظ قررتا ان تكتب كل واحدة منهما شخصية، ففاطمة كانت تكتب غدي و سحر اختارت روان، ثم بدأت الكاتبتان تكتبان كل فصل على شكل احداث يتخللها رسائل بريد إلكتروني بين الطفلين.
الفصول كانت تتراشق فيما بينهن، اي ان فاطمة تكتب احداث غدي و رسالته الى روان، ثم تقرأها سحر و تبني على اساسها احداث روان و رسائلها، و تعاد الكرة، لذا القصة لم تكن مبنية او متفق عليها من قبل، و لكن نبتت و كبرت بطريقة "المراسلة".
القصة
غدي و روان طفلان من لبنان، تعيش روان في بيروت و تذهب كل صيف الى منزلهم في الجبل، و غدي طفل يعيش في بلجيكا و هو أيضاً يزور جده و جدته الساكنين في الجبل. نَمت صداقة بين روان و غدي، و كانا يتراسلان بالبريد الإلكتروني عن حياة كل منهما ( احداث الرواية في ٢٠٠٨).
ينتقل الى مدرسة غدي طالب جديد، هذا الطالب ينخرط مع شلة طلاب متنمرين يحاولون ان يجبروا غدي على تدخين الحشيش و شراءه!
يتعرض غدي الى تنمر هذه الشلة بعدما رفض ان يدخن، و بدأوا بتهديده و ملاحقته حتى في منزله، و غدي -كعادة الأطفال في سنه- لم يخبر والديه عن مشكلته، اخبر اخته التي شجعته ان يشتكيهم لمديرة المدرسة، و عندما وصل الخبر لتلك الشلة، اعتبروها وشاية و ضربوه ضرباً مبرحاً، لكن الموقف لم يمر مرور الكرام، المديرة طالبت بالتحقيقات و اكتشفت ان هناك عصابة تستهدف الأطفال في المدارس بترويج و بيع الحشيش!
روان كانت طفلة ذكية و موهوبة، و كانت تعيش مع اهلها بسلام حتى لاحظت في يوم من الأيام ان والديها ليسا على ما يرام و انهما يتحاشيان بعضهما و لا يتحدثان الا قليلاً!
الوضع في المنزل متكهرب و لا يدار الكثير من الأحاديث مثل السابق، تكتشف روان سراً خطيراً عن والدها جعلها تعتقد انه سيترك اسرتهم، في الأخير اعترف والدهم انه تم فصله من العمل و كان مهموماً و حزين طوال الفترة الماضية. فرحت روان لأن هذا هو السبب و ليس له اي علاقة بأمها.
ما اعجبني في القصة
الأحداث كانت متسلسلة و تتطور تطور منطقي، الجانب الطفولي في سرد القصة و الحوار في رسائل غدي و روان كان واضحاً.
افكار و ردات فعل البطلين مقاربة جداً لتصرفات و افكار الأطفال في الواقع و في اعتقادي اذا وجد الطفل تشابه بينه و بين بطل الرواية يزيد لديه حس الإنتماء الى ذلك البطل.
الأفعال السيئة القوية مثل التدخين او التحشيش تم التعامل معها كحدث جلي في الرواية و هو العقدة الرئيسية، و عقدة روان كانت اقل حدة و نهايتها سعيدة، وذلك اعتبره توازن جميل في الرواية بين البطلين تخفف من شدة الأحداث و وقعها على الطفل، و يتعلم الطفل ان بعض المشاكل كبيرة و بعضها قد يكون سوء فهم فقط!
العمر المقترح لقراءة الرواية
ارى ان الرواية مناسبة لمن هم في عمر المرحلة الدراسية المتوسطة و الثانوية.
التقييم النهائي
الرواية رائعة و تقدم المشكلة بطريقة سلسة لا تخلو من بعض الفكاهة و الأحداث التي تحبس الأنفاس!
انصح ان يقرؤوها اليافعين و الكبار على حد سواء!
هذا كل مافي جعبتي لهذا اليوم!
لدي كتب اخرى للكاتبة فاطمة شرف الدين تناقش مواضيع اكبر مثل مرض الانوريكسيا او النحافة المفرطة عند المراهقات الصغيرات (رواية اجازة ميلا) و غيرها، سأقرأهم جميعاً و اعود لكم بمراجعات لكامل روايات فاطمة لليافعين!
ترقبوا ذلك!
و اتركوا لي تعليقاً يبهجني، فيه تخبروني هل ستكون رواية غدي و روان على رف مكتبة طفلك؟
コメント