top of page
  • صورة الكاتببثينة اليوسف

كيف تغير عاداتك و تكتسب عادات جديدة

تاريخ التحديث: ٢٣ يناير ٢٠٢٠



Photo by Ricky Manso


في التعريف عن نفسي في المدونة ذكرت اني اجرب اشياء كثيرة و لا استمر، لطالما ظننت ان شرف المحاولة يكفي، قد يكون في ذلك شيء من الصحة كأن ادرب نفسي على تقبل الجديد و أزيل رهبة التجربة، و لكن لم لا استمر؟


في عام ٢٠١٣ اكتشفت برنامج رياضي يدعى (insanity) و عزمت على إتباعه شهرين هي مدة البرنامج، ما إن بدأت الاحظ تغيرات طفيفة بعد ثلاثة اسابيع توقفت عن الرياضة، و لكن ما ادهشني ان اختي الصغيرة سارة (عمرها آنذاك ١٣ عاما) انهت البرنامج كاملا ثم لحقته ببرنامج اخر و بدأت رحلتها مع الرياضة التي لم تنتهي حتى اليوم.

نسافر سويا و تذهب سارة كل صباح لنادي الفندق للرياضة بكل حماس و همة،هي أيضا نباتية صرفة (vegan) منذ ثلاثة سنوات بالرغم من انه تحدي ليس بهين على فتاة صغيرة.

أختي لا تترك كتاباً نصف مقروء و لا تغيب عن مدرستها ابداً (بإختيارها)، معجبة انا بشخصيتها بالرغم من الفارق الكبير بيننا في العمر و اعتبر استمراريتها و عزيمتها مثال احتذي به.

على عكس سارة، انا لا استمر اكثر من بضع اشهر في اتباع عادات جديدة كنمط حياة صحي او رياضي ثم اعود لسابق عهدي و اعيد الكرة كل سنة، و لكني منتظمة و مستمرة و منجزة في دراستي و عملي، حتى ظهرت المشكلة في دراسة الدكتوراة!

بدأت احس بالبطء و لا ارى انجازات و تمر الأسابيع و أنا اشتغل على الموضوع ذاته بلا اي تقدم ملحوظ! لماذا تغيرت؟ أين تكمن المشكلة؟


Photo by Ricky Manso

تقول غريتشن روبن في كتابها ”أفضل من السابق Better than before“ انه حتى تلتزم بالعادات يجب عليك ان تفهم نفسك جيداً قبل ان تغيرها، و في ذلك عدة نقاط سأناقشها بإسهاب في الأسابيع القادمة. من أهم ما ذكرت غريتشن هو أن الإلتزام بالعادات يعتمد على تفاعلك مع ”المتوقع“، و يوجد نوعين:

- توقع خارجي: كأن تلتزم بالدراسة لأن والدتك تتوقع منك ان تكون متفوقاً او ان هناك اختبار على الأبواب او ان مدرباً في النادي ينتظرك ليشرف على رياضتك.

- توقع داخلي: أن تلتزم بالرياضة لأنك قطعت عهداً على نفسك ان تكون رياضيا هذه السنة أو ان تدرس كل يوم لمدة معينة دون وجود اختبار ينتظرك.


و الناس في تعاملهم مع هذه التوقعات يقسمون الى اربعة انواع قد تتقاطع فيما بينها:

- الملتزم (upholder): و هو الشخص الذي يحقق و يلتزم بالتواقعات الخارجية و الداخلية و لا ينكث عهداً يقطعه على نفسه، و أختي الصغرى مثال على ذلك.

- المطيع (obliger): و هو من يحقق ما يتوقعه منه المحيط الخارجي و لا يستطيع الإلتزام بعهوده الشخصية.

- المستفهم/المتسائل (questioner): لا يفعل الا ما يراه منطقياً بالنسبة له، و دائما يسأل ”لماذا افعله“ بغض النظر عن كون المتَوقَع خارجي أم داخلي.

- المتمرد (Rebel): يجد صعوبة في الإلتزام بأي عادة او عمل سواء كان المتوقَع خارجياً ام داخلياً.

أغلب الناس من فئة المطيع و المتسائل، و قلة قليلة هم الملتزم و المتمرد.

بعد قراءة الكتاب و اجابة هذا الإختبار تأكدت اني من الصنف المطيع، حتى في دراستي كنت دائماً محفزة بالتواريخ: تاريخ الإمتحان القادم، تاريخ تسليم المشروع، و اقسم دراستي بحسب ذلك المتوقع الخارجي. أيضاً أحب ان اعمل في مجموعات كأن احضر مجموعة للمذاكرة، مجموعة للكتابة، و هكذا.

في الدكتوراه لا يوجد تواريخ ثابتة معينة، الوضع الدراسي سلس و مرن جداً و تعمل لوحدك، هذا مالم اعتد عليه و وضعني في مأزق!!

اذا كنت من النمط المطيع و تود ان تقرأ كتاباً، لا تضع خطط لنفسك و لا تطبقها، ببساطة اشترك في نادي قراءة و ستقرأ ما هو (متوقع) منك ان تقرأه.

و كان هذا ما فعلت في الأسابيع الماضية:

١. عدت الى العمل في جماعات، احضر جميع جلسات الكتابة جماعية التي تقام اسبوعياً في الكلية.

٢. اكتشفت موقع focusmate يوفر لك (رفيق عمل)، تشاركه جلسة عمل مدة ٥٠ دقيقة، تفتح الكاميرا و تعمل بمرأى من رفيقك، يُمنع في هذه الجلسة تبادل الأحاديث او الإبتعاد عن الشاشة. قمت بإضافة جلسات عمل لجميع مهامي الدراسية و قد لاحظت إقبالي و حماسي للعمل أكثر من السابق بالإضافة الى الإنجاز.

٣. اشتركت في موقع coach.me مع مدرب الكتابة Chris فهو يتابع معي يومياً إنجازاتي العملية و الدراسية، يشجعني و يوجهني و أيضاً يوبخني اذا قصرت!

٤. أقفلت برامج معينة في هاتفي المحمول برقم سري من الساعة ٨ صباحاً الى ٥ عصراً حتى لا تشتتني أثناء العمل، قمت بعمل ذلك بمساعدة خاصية Screen time الجديدة في الآيفون.

٥. أخيراً، صارحت مشرفتي الدراسية بأني لا أعمل الا في وجود تواريخ لتسليم المهام الدورية، فتم الإتفاق على تحديد مواعيد للتسليم، لا يوجد اجمل من الصراحة!


بعد إتباع النقاط السابقة لمدة ثلاثة أسابيع، أعمالي الآن منتظمة في وقتها و قل الإحساس بالذنب و التوتر!


أخبروني ماهي نتيجتكم في إختبار أنماط الشخصية الذي وضعته غريتشن؟ و كيف يؤثر ذلك على اكتسابكم/استمراركم في العادات؟

٤٦٠ مشاهدة

أحدث المقالات

للاشترك في النشرة البريدية

للإشترك في النشرة البريدية

bottom of page