اهلاً بأهالي اليافعين الذين يبحثون عن كتب عميقة و فلسفية و بسيطة في نفس الوقت و مناسبة لأعمار اطفالهم !
كتاب "توست محترق" هو مجموعة قصصية للكاتبة أروى الداوود و الرسامة زينب جابر، رأيتها اول مرة في دار اسفار للنشر في معرض الكتاب في الرياض، و اقترحت علي الموظفة في الدار ان اقتنيها لأطفالي، شعرت حينها ان مواضيع الكتاب اكبر من سن طفلتي و لم اشتره، و لكن بعد مرور سنة استطيع ان اقول ان الكتاب اصبح مناسباً لها و لتفكيرها، اشتريته من امازون كيندل و قرأناه على الايباد.
قصة الكتاب
هي مجموعة قصصية مؤلفة من ٢٢ قصة قصيرة، كل قصة تتحدث عن موضوع عميق فلسفي، و تدور حول مواضيع مختلفة تربوية مثل الهروب من المدرسة، استعلاء الطفل الذكر على اخوته الاناث، التلوث البيئي، كره افعال الانسان و ليس الانسان نفسه، هل الشخص الغريب هو نفسه المختلف ام نحن المختلفون؟، عن الحرية و المسؤولية و غيرها!
ما الذي اعجبني في الكتاب؟
شخصية الطفل الراوي الذي لم يذكر اسمه ابداً كان شخصية عميقة و تفكيره متقد و ناقد، يحلل المواضيع و يستشير اهله في قراراته و يحب التجارب الجديدة، و بما ان الكتاب مجموعة قصصية و الاحداث غير مترابطة بتسلسل روائي، لم استطع ان ارى تطور شخصية الطفل و كيف تعامل مع التغييرات التي حصلت في كل فصل.
المواضيع الفلسفية التي طُرحت كانت عميقة و ملائمة لتفكير اليافعين الصغير، و تمهد لهم الطريق الى التفكير التحليلي و محاولة ايجاد الحجج و البراهين لكل تساؤل يدور في اذهانهم.
اعتقد ان عنوان الكتاب لا يتناسب مع محتواه، و اذا كان المراد ان يكون اسم الكتاب من ضمن عناوين القصص القصيرة، ارجح عنوان اخر قصة قصيرة في الكتاب و هي "ناديت الله".
اعجبتني ردات فعل والد و والدة الطفل في كل القصص، فتارة يشدون عليه و تارة يتركون له حرية القرار ليعرفونه على تبعات و عواقب اختياراته، و كانت تصرفاتهم بمثابة درس تعليمي لي انا
ما العمر المناسب لهذه القصة؟
اقترح قراءة هذا الكتاب من عمر ٨ سنوات فأكثر، فهو بسيط و القصص قصيرة و مشوقة، و فيها الكثير من حياة الأولاد الصغار لذا اعتقد ان القارئين الأولاد سينسجمون مع هذه القصص كثيراً.
اقترح ان تقرأ هذا الكتاب لطفلك اليافع بنفسك، و تطرح تساؤلات بطل القصة على طفلك و تتناقشون فيها من باب التسلية و تعليم طفلك التحليل و النقد و تدفعه ليدعم كلامه بالحجج و البراهين.
بالنهاية اتمنى ان اقرأ المزيد مثل هذه الكتب ذات المواضيع العميقة، و تكون قصص عربية اصيلة تحمل هويتنا و صورتنا و ثقافتنا!
هذا كل مافي جعبتي اليوم!
ماذا عنكم يا اصدقاء؟ هل قرأتم مؤخراً كتاب عميق و دفعكم للتفكر و اثراكم عقلياً او روحياً؟
و اتركوا لي تعليقاً يسعدني و يبهج قلبي!