مرحباً اصدقائي التافهين الباحثين دوماً عن مصادر متجددة للتفاهة ليغذوا تفاهتهم الخاصة و يطوروها لتصل الى مستويات عالية، و هذا هو المطلوب!
بالمناسبة تفاهتي التي سأتكلم عنها ليست تفاهة هدامة، بل بناءة و ايجابية لأنها تدعو الى الضحك و لا شيء غير الضحك، خصوصاً بعد يوم شاق و مرهق جسدياً و نفسياً!
اليكم قصة اخر ٢٤ ساعة من حياتي !
لا لم اتوفى بعد، و ان كانت الجملة السابقة- التي خانني التعبير فيها و لكن لن اعدلها- توحي بذلك!
مازلت حية ارزق و لله الحمد!
اليوم كان عندي موعد صباحي في المستشفى و اجراء طبي استغرق ما يقارب الثلاثة ساعات، خرجت منه مرهقة و متعبة و بقيت تحت الملاحظة لعدة ساعات ثم خرجت.
اثناء مكوثي في المستشفى تعرفت على سيدة عجوز جالسة بجانبي على سريرها الأبيض، تأكل عشائها و تتأملني، احسست انها تود الحديث فسألتها هل اعجبها العشاء؟ جاوبتني و من بعدها لم ينقطع سيل الحديث الى ان خرجت!
حكت لي قصة حياتها الطويلة، من بدايتها في بلدها انغولا الى ان وصلت الى لندن مع ابويها في مطلع الخمسينات، ثم اعطتني نصائح رائعة عن المستقبل، قالت لي "اياكِ ان تقترضي المال من احد، اياك!!"
ثم علمتني كيف اقتصد و أوفر النقود، و لماذا يجب علي الا اكون مادية و استهلاكية ، و ان اخبئ قرشي الأبيض ليومي الأسود!
اشتكت لي من ابن اختها الذي هجرها، و عن حبها لأحفاد اختها المتوفاة!
احببتها كثيراً، و ودعتها بحرارة كصديقة قديمة!
عدت الى البيت و اخذت غفوة صغيرة، بعدها جلست لآكل عشائي المتواضع: شطيرة حمص بالخضروات و كوب دافئ من الشاي منزوع الكافيين!
اثناء الأكل شعرت بشعور جارف يدعوني لأن اتفرج على شيء تافه جداً يغسل ارهاقي النفسي بعدما غسلت الغفوة بعضاً من ارهاقي الجسدي، و من لهذه المهمة سوى اليوتيوب؟
و بطبيعة الحال كانت خوارزميات اليوتيوب في انتظاري بتفاهاتها اللذيذة، و كان اول اقتراح هو بودكاست اسمه "بودكاست و نص" لمشهورتي السوشل ميديا مها جعفر و هديل مرعي، و الحلقة بإسم "حفل زفاف احلامنا"!
خيال مها و هديل واسع جداً، و لديهم حس فكاهة عالٍ و بينهم انسجام "ما حصلش"!
ضحكت كثيراً، و عدت بعض الفقرات التي اعجبتني و استمعت اليها مرة اخرى و ضحكت اكثر!
خصوصاً عندما تحدثت هديل عن عرسها الذي ستقيمه في بلد اخر حتى تصعب على الناس الحضور 😂!
تمنيت اني استمعت الى خيالهم قبل زواجي، كنت سأطبق الكثير مما ذكروه 😂، و ان احضر اعراسهم الحقيقية و اذكرهم بما تمنوه لنضحك سوياً و نحن واقفات على "كوشاتهم" العجيبة!
اثناء شرب الشاي، حليت بقطعة من بسكويت الحظ fortune cookie الذي اشتريته مبدئياً لأطفالي 😆 و لكن قررت ان اكله انا!
كانت الورقة الموجودة بداخله تقول" الأخبار الجيدة ستصلك من مكان بعيد بعيد"، هيا ايتها الأخبار، انا فعلاً بحاجتك و في انتظارك!!
و في نهاية اليوم و قبل ان اعود الى النوم تذكرت وعد الكتابة اليومية الذي قطعته على نفسي، و ها أنا الان اكتب لأفي بالعهد!
اتمنى ان تعجبكم الحكم و التفاهة الجميلة التي صادفتني اليوم، و اذا كانت لديكم حكمة او تفاهة مشابهة صادفتموها مؤخراً شاركوني اياها في التعليقات!